من مواقف الدكتور عبدالعزيز الخويطر الطريفة التي رواها د. غازي القصيبي في كتابة ” حياة في الإدارة ” أنه عندما كان وزيراً للمعارف , تولى وزارة المالية بشكل مؤقت فأصبح وزيراً للمعارف في الصباح , ووزيراً للمالية بعد الظهر .
وفي أحد الأيام وقّع الخويطر بصفته وزيراً للمعارف خطاباً موجهاً لوزارة المالية، يطلب فيه اعتمادات مالية لتسيير مشروعات تحتاجها وزارة المعارف، وعندما ذهب بعد الظهر إلى وزارة المالية، وجاءه خطاب وزارة المعارف الذي وقعه هو في الصباح، عرف مضمون الخطاب بمجرد أن رآه , لكنه وقّع عليه بالرفض، معللاً أنه في المالية يرى ما لا يراه في المعارف.
وعندما سُئل الدكتور عبدالعزيز عن تعليقه على هذه الحادثة في حوار مع الدكتور زياد الدريس اجاب بالآتي:
هذه ليست نكتة هذه قصة واقعية، لكن الناس جعلوها «نكتة» يُستشهد بها ذوو الأحكام الجزافية , أما الحكاية فهي أنني كتبت خطابا بصفتي وزيرا للمعارف إلى وزير المالية أطلب فيه الموافقة على مشروع معين، وصل الخطاب إلى وزير المالية الأخ محمد ابا الخيل الذي شرح عليه بالاعتذار للمعارف عن طلبهم والتوجيه بإعداد الخطاب اللازم لذلك لتوقيعه .
وفي تلك الأثناء صدر القرار بتكليفي وزيرا للمالية بالنيابة. فلما باشرت العمل في المالية قُدّم إلي الخطاب المعد بالاعتذار للمعارف ضمن العديد من المعاملات المعدة للتوقيع، فما كان أمامي سوى خيارين إما أن أرجئ توقيع الخطاب حتى عودة أبا الخيل، وإما أن أوقعه حتى لا تتأخر المعاملة .
وبالفعل وقعت الخطاب المتضمن رفض طلب المعارف، ثم لما وصل الخطاب إلى المعارف شرحت عليه للقسم المختص بتوضيح الصورة وإجلاء مسوغات الطلب لوزير المالية بشكل أكبر وأرسلت الخطاب التعقيبي من المعارف إلى المالية ثم شرحت عليه (في المالية) للقسم المختص هناك بإعداد خطاب للمعارف بالموافقة!
على أن يُترك توقيع الخطاب لوزير المالية الأخ محمد أبا الخيل بعد عودته.
وكنت أدرك أن أخي محمد لن يتوانى عن توقيع الخطاب عند معرفته التفاصيل. وبالفعل عاد وزير المالية لمباشرة عمله ووقع الخطاب بالموافقة.
تعليق واحد
وزير ذو حس ووعي عالي .